بحث المسألة القومية في ضوء خطاب الإسلام السياسي
إسلام سياسي- مسألة الأمة
DOI:
https://doi.org/10.56422/ka..55.206الكلمات المفتاحية:
إسلام سياسي، كردستان، القضية الكردية، الإخوان المسلمين، الحركات الإسلامية، الخطاب القومي، الحداثة، التعددية.الملخص
( خلاصة)
أم.د. سربست نبي
تكشف تلك المفارقة الصارخة حجم وعمق المأساة، التي تعرّض لها الكرد تاريخياً من قبل أنظمة سياسية، اتخذت من الدين الإسلامي ومن خطابه المقدّس منهجاً ومبرراً لممارسة سياسات الإنكار والقهر والإبادة حتى الآن. وفي الوقت نفسه انخرطت معظم التيارات وأحزاب وحركات الإسلام السياسي وتوّحدت خلف تلك الأنظمة في تبرير ممارساتها السياسية القمعية بحق الشعب الكردي في كل مكان والتنكر للمحنة الإنسانية للكرد، بل وتمادى رموزها وقادتها في تكفيرهم لأنهم ناهضوا الاستبداد وانتفضوا بوجه القمع.
يجادل هذا البحث في أن البنية الأيديولوجية للتفكير السياسي السائد لدى الإسلاميين والمصادرات العقدية، التي تستبد بخطابهم، تتعارض مع متطلبات الخطاب الديمقراطي والتحرري للقضية الكردية ومع أهدافها السياسية، وأن الانحياز إلى مطالب خطاب الإسلام السياسي والقبول بمصادراته الأيديولوجية يشكّل استلاباً للوعي القومي بالضرورة.
إن ما يرنو إليه هذا النقاش هو الإجابة على السؤال التالي: هل يفي خطاب الإسلام السياسي بمتطلبات المسألة القومية للأمة الكردية وأهدافها في التحرر والمساواة والتقدم؟ تقول الفرضية المعاكسة، التي ينحاز البحث إليها، إن المرجعية السياسية والأيديولوجية، التي اعتمدها التيار الإسلامي الكردي لا تنطوي على أيّ اعتراف جادّ وحقيقي بحق الأمة الكردية في تقرير مصيرها بنفسها وبمعزل عن الوصاية السياسية والأيديولوجية لمشروع( الأمة) الإسلامية، التي تشكّل الدول الشريكة في ممارسة سياسات القمع والإنكار بحق الهوية الكردية، جزءاً كبيراً ومهيمناً منها.